كيف نستقبل رمضان
كيف نستعد لرمضان ، بعد الحمد لله وحده والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ، اما بعد
كان من دعائي في رمضان السابق ( اللهم أجبر كسرنا على فراق رمضان ) لكن والله ما ادري هذا العام كٌسر القلب قبل ان َيقبل شهر رمضان ، فاللهم ارفع هذه الغمة عن الامة
أتيحت الفرصة التي لابد ان تستغلها وإلا سنندم كثيرا، وهذه الفرصة حاول فيها ان تكتشف نفسك في رمضان اقرأ كتاب الله وتعلم اياته وكن على يقين ان عزمك في هذا الشهر اقوى من عزمك في بقية الاشهر ، لكن اقبل يا قلب ولا تدبر فنحن موجوعون
أولاً: ما هو الهدف من الصيام :
الهدف من الصيام ليس الامتناع عن الاكل والشرب لكن هو عبادة قلبية بدنية وروحية.
وفق إحصائية منشورة : بعض الشعوب العربية تستهلك في رمضان ما يعادل 17 شهر من غير رمضان. رغم اننا نأكل وجبة الافطار وقليلا في السحور!
ومع ذلك عندما تسال شخص عن وزنه في رمضان تجده ارتفع كرشه وانخفض نفسه وثقل وزنه!
لذلك انحرف فهم كثيرا من الناس لحقيقة الصيام، فجعلوه للطعام والشراب و الطامة الكبرى متابعة جميع المسلسلات بعريها ولحمها وبلطجتها.
لكن الغاية الكبرى للصيام هي طاعة لله والركن الرابع من اركان الاسلام وايضا لكي يرق قلبك و تشعر بالفقراء قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)..
ثانياً: الاستعداد لرمضان:
لابد ان يكون القلب مهياً للاستعداد من شهر رجب فهو شهر الزرع تجتهد فيه لتصل الى شهر الجني رمضان قال أبو بكر البلخي: “شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع وقال اخر “مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟
لكن مازال الوقت حاضر فأزرع واسقي واحصد في رمضان ولا تقل فات الاوان ،يا أهل الطاعات اقبلوا ويا اهل الفن والمعاصي اقصروا
ونعرض لكم كيفية الاستعداد لهذا الشهر العظيم :
التوبة الصادقة:
قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} التوبة ليست مقتصرة على شهر من الشهور او يوما من الايام انما في كل يوم وكل دقيقة تمر على الانسان المخطأ وكلنا كذلك ، لكن يجب ان نتوب ونستعد بالتوبة والعزم على قبول شهر رمضان مدركين ان الله غفور رحيم وهذا شهر الرحمات.
وروي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ » صحيح مسلم
ولا تحدث نفسك بكثرة الذنوب فقد قال تعالي {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} وقال ايضا {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً}
الدعاء:
الدعاء مخ العبادة اي اساس العبادة وعمودها به يرق القلب وتتحق الاماني وينشرح الصدر فقد روي ان السلف الصالح رضوان الله عليهم انهم كانوا يدون الله ستة اشهر ان يبلغهم رمضان وكان في الخمس الاخرين يدعون بان يتقبل الله منهم طاعتهم في رمضان . اذا وقع البلاء فلن يرفعه الا الدعاء الى الله بقلب خاشع ونحن الان نمر بظروف لابد فيها من التضرع الى الله والاخلاص بالدعاء لعل الله يستجب ويرفع هذه الغمة حتى نعود الى بيوت الله وتفتح المساجد وتعمر بالمصلين و تضاء الكعبة الطائفين الركع السجود والساعين .
الفرح لقدم رمضان :
قال الله تعالى في سورة يونس : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} قد نسمع اشخاص يوصفون ان رائحة رمضان اقتربت فترتعد قلوبهم وتقشعر ابدانهم فرحا وسرورا بقدم الضيف الغالي الذي ترتفع فيه اصوات المآذن بحي على الصلاه والتي سنحرم منها في هذا العام لكن افرح وصلي مع اهلك في بيتك و اجعلوا بيوتكم قبلة .
عقد النية والعزم والشكر على قدوم رمضان :
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه.
لابد ان تعقد النية على حسن الاستقبال وحسن القيام بالفرائض والسنن وتكون النية خالصة لله لا رياء فيها ولا سمعة ، خاصة انك ستخلو مع اهل بيتك هذا العام لن يراك احد تذهب الى المساجد ، فاحسن النية ولا تلتهي بالمسلسلات وانتِ يا اختى لا تلتهي بالطبخ ومتابعة برامج الطبخ وضياع اوقات وساعات في اللهو .
ولابد ان تشكر الله على ان بلغك قدوم رمضان وانت معافى فمن تحت التراب تمنى العودة لحظة وكذلك المريض الذي لا يستطيع الصوم يتمنى انه لو صام يوما واحد فقط .
تهيئة البيت والاسرة لرمضان : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
- حاول ان تقرأ أو ترى تسمع محاضرات عن احكام وفتاوي الصيام وفضل رمضان وما هو المستحب وما هو المكروه وما هو الحرام بإستفاضة تامة لأنك ستكون المفتي والشيخ والامام لاهل بيتك في رمضان هذا .
- انهاء الاعمال التي تشغلك في رمضان حاول ان تنهيها وإن لم تستطع فأجلها
- خصص مكان نظيف بعيداَ عن الضوضاء في المنزل ويكون مجهز بفرش جديد ومعطر ليكون مسجداَ للاسرة ( اجعلوا بيوتكم قبلة )
- اخبار الزوجة والاولاد عن رمضان وفضله وانكم ستكونوا يد واحده في الاقبال الى الله وانك ستكون اماما لهم في هذا الشهر في الفرائض وفي صلاة القيام والتراويح .
- اعداد مسابقات بين افراد الاسرة بجائزة صغيرة او قيمة اوبكلمة ثناء
- مراجعة الحفظ في رمضان ـ إن كنت من الحفاظ أو الاستماع الجيد لشيخ ما قبل الصلاة بما ستقرأه امام في صلاة التراويح
- تخصيص وقت معين وقليل لوسائل التواصل الاجتماعي
- المحافظة على اذكار الصباح والمساء يومياً فلن تأخذ من وقتك الا ربع ساعة صباحا ومساءا
- لا تلقى الحجج على الشيطان في هذا الشهر بل هذا امتحان لنفسك فرودها وطمئنها
- قراءة القرآن الكريم :متابعة اهل بيتك في الورد اليومي من قرآتهم للقرآن (قال صل الله عليه وسلم من قرأ حرف من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا اقول أ ل م حرف ، ولكن( أ) حرف ، و (ل) حرف ، و (م) حرف ). فحاول بقدر الامكان ان تقرأ كثيرا فكان بعض السلف يختمون القرآن كل يوم ( وأنا اعرف من يختمه كل ثلاث )
- بر الوالدين .
- صلة الارحام عن طريق الاتصال بالهاتف اذا كان هناك صعوبة فى التواصل
- كان صلى الله عليه وسلم اجود من الريح المرسلة خاصة في رمضان.
الاستعداد لليلة القدر
خطة عملية منقولة من احد الاصدقاء