البنكرياس والسكري -علاقة البنكرياس بالسُّكَّري

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

البنكرياس Pancreas الجهاز الصمَّاوي أحد أعضاء الجهاز الهضمي ،عبارة عن غدة مزدوجة أي أنها غدة داخلية الإفراز (تابعة لجهاز الغدد الصماء) وهي في نفس الوقت غدة خارجية الإفراز ، وسنركز في مقالنا هذا عن البنكرياس والسكري.

البنكرياس - الانسجة الغدية -فيزيولوجيا البنكرياس -الهرمونات التي يفرزها البنكرياس -علاقة البكرياس بداء السكري - أورام البنكرياس
البنكرياس والسكري

يقع البنكرياس في الجزء العلوي من البطن، ويُفرِزُ عصارات هضميَّة إلى داخل السبيل الهضميّ. كما ينتج البنكرياس الأنسولين الذي يساعد على ضبط سكَّر الدَّم وبعض الهرمونات الآخرى ..

يحتوي البنكرياس على نوعين من الأنسجة الغُدية

  • العنيبات البنكرياسية (Pancreatic acini).
  • جزر لانغرهانس (Islets of Langerhans).

فيزيولوجيا البنكرياس

كما هو معلوم أن العنيبات البنكرياسية تفرز الإنزيمات الهضمية، في حين تفرز جزر لانغرهانس الهرمونات .

يطرح البنكرياس الإنزيمات الهضمية في الإثني عشر(the duodenum)، في حين تُطرح الهرمونات في المجرى الدموي مباشرة.


تُحرر الإنزيمات الهضمية (مثل الأميلاز، والليباز، والتريبسين) من خلايا العنيبات البنكرياسية وتنساب عبر القناة البنكرياسية.

و تتصل القناة البنكرياسية مع القناة الصفراوية المشتركة عند عاصرة أودي، وتصُب كلاهما في الإثني عشر.


تُفرز الإنزيمات عادةً على شكل إنزيمات غير نشطة، ولا تنشط إلا عندما تصل إلى القناة الهضمية. يكون الأميلاز مسؤولاً عن هضم الكربوهيدرات، في حين يكون الليباز مسؤولاً عن هضم الدهون، أما التريبسين فيكون مسؤولاً عن هضم البروتينات. و يُفرز البنكرياس أيضًا كمياتٍ كبيرة من بيكربونات الصوديوم (مادة قلوية)، والتي تحمي الإثني عشر عن طريق تعديل الحموض الآتية من المعدة.


الهرمونات التي يُفرزها البنكرياس

  • الأنسولين Insulin.
  • السوماتوستاتين Somatostatin.
  • الغلوكاغون Glucagon.


يُقلل الأنسولين من مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم عن طريق نقل السكر إلى الخلايا. بينما يرفع الغلوكاغون من مستوى السكر في الدم عن طريق تحفيز الكبد على تحرير مخزونه منه. أما بالنسبة هرمون السوماتوستاتين فيمنع تحرير الهرمونين السابقين.

الأورام الغدِّية الصمَّاوية في البنكرياس


أورام البنكرياس الصمَّاوية هي أورام تنشأ عن نوع من الخلايا البنكرياسيَّة التي تُنتِجُ الهرمونات. وقد تُفرِزُ هذه الأورام هرمونات بنفسها أو لا تُفرِزُ، وقد تكون سرطانية (خبيثة) أو لا.

أنواع اورام البنكرياس

هُناك نوعان من الأورام:

  • وظيفيَّة
  • وغير وظيفيَّة


لا تُفرِزُ الأورام الغير الوظيفيَّة الهرمونات، وايضا هي ليست سرطانيَّة. ولكن، قد تُسبب هذه الأورام أعراضًا من خلال انسِداد السبيل الصفراويّ ، أو المعي الدَّقيق ،أوالنَّزف داخل القناة الهضميَّة ، أو التسبُّب في حدوث كتلة في البطن.

تُفرِزُ الأورام الوظيفيَّة كميات كبيرة من هرمون معين، ممَّا يُسبِّبُ مُتلازِمات مُختلفة. وتكون بعض الأورام الوظيفيَّة سرطانيَّةً.

تنطوي الهرمونات التي قد يجري إفرازها ونوع أورامها على:

  • الأنسولين (ورم جزيري-insulinoma)
  • غاسترين (وَرم غاستريني-gastrinoma) غاسترين هو ورم يحدُث عادةً في البنكرياس أو الاثني عشر (الجزء الأول من المعى الدَّقيق)، و يُنتِجُ مستويات مرتفعة من هرمون الغاسترين الذي يُحرِّضُ المعدة على إفراز الحمض والإنزيمات، مما يسبب قرحة في المعدة .
  • ورم غلوكاغوني : غلوكاغون هو ورم في البنكرياس ينتج هرمون الغلوكاغون الذي يرفع مستوى السكر (الغلُوكُوز) في الدَّم، ويسبب طفحاً جلدياً مُميَّزًا.
  • الببتيد المعوي الفعَّال في الأوعية (فيبوما- vipoma) هو نوع نادر من أورام البنكرياس يُنتِجُ الببتيد المعوي الفعَّال في الأوعية، وهو مادَّة تُسبِّبُ إسهالاً مائيًا شديدًا.

كما يُمكن أن يحدُث فرط في إفراز هذه الهرمونات في اضطرابٍ يُسمَّى مُتلازمة الأورام الغدِّية الصمَّاوية المتعدِّدة.

العلاج

  • الجراحة
  • الأدوية التي تكبح تأثيرات الهرمون
  • المُعالجة الكِيميائيَّة أحيَانًا

تُعدُّ الجراحة طريقة المُعالجة لهذين النوعين من الأورام معًا.

كما يتلقَّى المرضى الذين لا يستطيعون الخُضوع إلى الجراحة طُرق مُعالجة تكبح إنتاج أو تأثيرات الهرمونات (مثل أوكتريوتيد)، أو تُقدَّم لهم المُعالجة الكيميائيَّة أحيانًا.

علاقة البنكرياس بداء السُّكَّري من النمط الأول والثاني -البنكرياس والسكري

الأنسولين:

الأنسولين يعرف على انه : هو هرمون يتحرَّر من البنكرياس، ويعمل على ضبط كمية الغلوكوز في الدَّم. يؤدي وجودُ الغلُوكُوز في مجرى الدَّم إلى تنشيط إنتاج الأنسولين من البنكرياس. ويقوم الأنسولين بمساعدة الغلُوكُوز على الانتقال من الدَّم إلى الخلايا، حيث يجري تحويله إلى طاقة قابلة للإستهلاك بمجرَّد دخوله إلى الخلايا، فهو إمَّا يُستَعمل مباشرةً أو يجري تخزينه على شكل دهون أو غليكوجين إلى أن يحين موعد استعماله.

داء السُّكُّري :

هو اضطرابٌ يكون فيه مستوى السُّكر في الدَّم (الغلوكوز) مرتفعًا بشكل غير طبيعي، لأنَّ الجسم لا ينتج كمية كافية من الأنسولين لتلبية احتياجاته.

سكَّر الدم(الغلوكوز):

بمجرَّد امتصاص الجسم للسكريات البسيطة، فإنَّه يُحوِّلها إلى غلوكوز عادةً، وهو مصدرٌ مهمّ للوقود في الجسم. الغلُوكُوز هو السكّر الذي يتم نقله عبر مجرى الدَّم، وتستهلكه الخلايا. كما يمكن للجسم تصنيع الغلُوكُوز من الدهون والبروتينات. “سكَّر” الدَّم يعني في الواقع غلوكوز الدَّم.

تختلف مستوياتُ الغلُوكُوز في الدَّم بشكل طبيعي على مدار اليوم، حيث ترتفع بعدَ وجبة الطعام، وتعود إلى مستوياتها قبلَ تناول الوجبة الثانية خلال حوالي ساعتين. ثمَّ يتراجع إنتاج الأنسولين بمجرَّد عودة مستويات الغلوكوز في الدَّم إلى مستوياتها التي كانت عليها قبلَ تناول الوجبة. يكون التفاوتُ في مستويات الغلوكوز في الدَّم ضمن نطاقٍ ضيِّقٍ عادةً، حيث يكون بين حوالى 70 إلى 110 ميليغرام لكل ديسيلتر (ملغم/ 100 ميليلتر) من الدم عندَ الأشخاص الأصحَّاء. وإذا تناول الأشخاصُ كمية كبيرة من الكربوهيدرات، فقد تزداد المستوياتُ بشكلٍ أكبر. تميل هذه المستوياتُ إلى أن تكون أعلى بقليل عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، وخصوصًا بعدَ تناول الطَّعام.

وإذا لم يُنتِج الجسمُ كمية كافية من الأنسولين لتحريك الغلوكوز إلى الخلايا، أو توقفت الخلايا عن الاستجابة بشكل طبيعي للأنسولين (تسمى الحالة مقاومة الأنسولين)، فإنَّ المستويات المرتفعة الحاصلة للغلوكوز في الدَّم والكمية غير الكافية من الغلوكوز داخل الخلايا يؤدِّيان إلى ظهور أعراض داء السُّكَّري ومضاعفاته.

النمط الأول من داء السكري

النمط الأول من داء السكري (البنكرياس والسكري)

(الذي كان يُسمَّى سابقًا “السُّكَّري المعتمد على الأنسولين) ” أو داء السُّكَّري عند اليافعين)، يقوم الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة الخلايا المُنتجة للأنسولين في البنكرياس، حيث يجري تخريبٌ دائم لأكثر من 90% منها. لذلك، يقوم البنكرياس بإنتاج القليل من الأنسولين أو يتوقَّف عن الإنتاج. لا تتجاوز نسبة مرضى السكَّري المصابين بالنمط الأوَّل من داء السُّكَّري حوالى 5-10% من إجمالي مرضى السكَّري. وفي معظم الأشخاص المصابين بداء السكري من النَّمط الأوَّل تحدث هذه الحالة قبلَ بلوغهم سنَّ الثلاثين، رغم أنَّها قد تحدث في وقتٍ لاحق.

يعتقد العلماءُ بوجود عامل بيئي مثل : عدوى فيروسيَّة أو الغذية في خلال مرحلة الطفولة أو مرحلة ما بعد البلوغ المبكِّرة . مما يؤدي إلى قيام الجهاز المناعي بتخريب خلايا البنكرياس التي تنتج الانسولين . يؤدي العامل الوراثي إلى جعل بعض الأشخاص أكثرَ عُرضةً لتأثير العامل البيئي.

هل يتوقف عمل انزيمات البنكرياس عند مرض السكري من النوع الأول ؟

يصيب مرض السكري من النوع الاول خلايا البنكرياس المسؤولة عن افراز هرمون الانسولين بسبب الخلل المناعي والذي يصيب خلايا البنكرياس ( بيتا) . والذي بدوره يسبب تلف هذه الخلايا ونقص شديد بهرمون الانسولين ،لذا يتطلب اعطاء المريض انسولين في هيئة إبر أو قلم أو مضخة .

النَّمط الثاني من داء السُّكَّري

النمط الثاني من انتاج الانسولين في البنكرياس (البنكرياس والسكري)

كان يُسمى سابقًا داء السُّكَّري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السُّكَّري عندَ البالغين، وفي غالب الاحيان يستمرُّ البنكرياس في إنتاج الأنسولين ، وفي بعض الاحيان أعلى من المُعدَّل الطبيعي ، خاصة في المرحلة المُبكِّرة من المرض، إلَّا أنَّه تحدث في الجسم مقاومة لتأثيرات الأنسولين، لذلك لا يوجد ما يكفي من الأنسولين لتلبية احتياجات الجسم .

ومع تقدُّم داء السكري من النَّمط الثاني، تتراجع قدرةُ البنكرياس على إنتاج الأنسولين.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً