كيف أعلم طفلي أن التنمر خطأ بشكل فعال

كيف أعلم طفلي أن التنمر خطأ بشكل فعال
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

كيف أعلم طفلي أن التنمر خطأ بشكل فعال


مما لا شك فيه  أنه لحل المشكلات الأسرية التربوية والوقاية فإنه لابد  أن نركز على تقوية الخلق المطلوب والتركيز عليه، وليس فقط مقاومة السلوك السيء، قد يبدو الأمرين متشابهين، ولكنهما في الحقيقة مختلفين كثيرًا.

على سبيل المثال: إذا كان الطفل عصبيًا جدًا، فإننا نبدأ في مقاومة عصبيته وعقابه بطرق ودرجات مختلفة، نركز هنا على السلوك السلبي.

إذا ركزنا على النقيض الجيد:

كيف أساعد طفلي على هدوء النفس؟

 سأبدأ في التركيز على العافية وليس الخلل، وستكون النتائج أكثر من مجرد تقليل المشكلة أو تحجيمها.

تعليم الطفل التعاطف الإيجابي

وهكذا في التنمر، ما هو النقيض له؟.. في رأيي أن نقيض التنمر هو التعاطف، وأن أربي إنسانًا متعاطفًا هي غاية نبيلة يمتد خيرها له في جوانب عديدة من حياته، ولكل من سيمر بهم في رحلة حياته.

وهنا يأتينا إشكال، أو تخوف شهير : “أخشى إن ربيت ابني على التعاطف واحترام الآخرين وتقدير مشاعرهم أن يسهل استغلاله، وابتزازه عاطفيًا، أخشى أن يكون مُرضيًا للناس People Pleaser ولا يستطع قول لا”.

وحتى يكون الطفل متعاطفًا، ولكنه ليس فريسة سهلة للمتنمرين والمستغلين، فعلينا أن نعلمه التعاطف مع نفسه أولًا، وقبل أن يقدر مشاعر الآخرين يُقر ويقدر مشاعره هو، عندما نسأل الطفل: كيف تشعر؟..

ونستمع لمخاوفه وغضبه وعدم ارتياحه فإننا نعلمه التعاطف، قاعدة التعاطف الصحي أن تتعاطف مع نفسك أولًا.
ومن التعاطف الذاتي للتعاطف مع الآخر:

بشكل مباشر وغير مباشر، وبشكل لاحق واستباقي، لنأخذ بعض الأمثلة:


عندما يحكي الطفل وهو يرتج من الضحك عن طفل بدين جدًا في النادي/ الشارع/ المدرسة… وكيف أنه وقع وجميع الأطفال ضحكوا عليه، ويجد الأم لا تضحك بل تقطب حاجبيها وتبدو عليها علامات الاستياء، وتسأله “ترى ماذا كان شعوره عندما تعرض لهذا؟
 وما هو شعوره الآن.. لا بد أنه حزين جدًا” هنا سيتوقف الطفل عن الضحك وسيبدأ في التعاطف مع هذا الطفل، وسيلوم نفسه وسيقرر تغيير موقفه
 ويأتي سؤال آخر:

هل تظن أن هذا الطفل يُمكن أن يكون جيدًا في العديد من الأمور الأخرى؟

وإشارة ثالثة: كل إنسان لديه نقطة ضعف أو أكثر، ولديه بعض الأمور التي قد يراها الناس عيوبًا، فهل يحب أن يسخر منه الآخرون ويركزون عليها.. هل تحب أن يفعل أحد معك ذلك؟.
التعبير عن الاستياء من كل ما يُعرض على وسائل الإعلام بهدف الإضحاك أو التسلية ويركز على نقائص وعيوب الآخرين الجسدية، حتى وإن كان ذلك برضاهم، كممثلة بدينة على مسرح مصر، أو رجل مسن نحيف جدًا..

تعليق الوالدين بجملة من قبيل: ما المضحك في هذا؟..

ستجعل الطفل أبعد عن التنمروبالمقابل، لا يُجدي وعظ الطفل لساعات عن خطر التنمر، وذم المتنمرين مع متابعة الأب والأم، أو الكبار في البيت لبرامج المقالب المؤذية، ومتابعتها بشغف والضحك عليها، مثل تلك التي يُقدمها الممثل رامز جلال وآخرها كان برنامج “رامز مجنون رسمي” والذي مارس فيه تعذيبًا واحتقارًا بشكل خطير..

 
ويأتي سؤال آخر: هل تظن أن هذا الطفل يُمكن أن يكون جيدًا في العديد من الأمور الأخرى؟ وإشارة ثالثة: كل إنسان لديه نقطة ضعف أو أكثر، ولديه بعض الأمور التي قد يراها الناس عيوبًا، فهل يحب أن يسخر منه الآخرون ويركزون عليها.. هل تحب أن يفعل أحد معك ذلك؟. التعبير عن الاستياء من كل ما يُعرض على وسائل الإعلام بهدف الإضحاك أو التسلية ويركز على نقائص وعيوب الآخرين الجسدية، حتى وإن كان ذلك برضاهم، كممثلة بدينة على مسرح مصر، أو رجل مسن نحيف جدًا.. تعليق الوالدين بجملة من قبيل: ما المضحك في هذا؟.. ستجعل الطفل أبعد عن التنمروبالمقابل، لا يُجدي وعظ الطفل لساعات عن خطر التنمر، وذم المتنمرين مع متابعة الأب والأم، أو الكبار في البيت لبرامج المقالب المؤذية، ومتابعتها بشغف والضحك عليها، مثل تلك التي يُقدمها الممثل رامز جلال وآخرها كان برنامج "رامز مجنون رسمي" والذي مارس فيه تعذيبًا واحتقارًا بشكل خطير..


هذا البرنامج يُدمر التعاطف، ويخلق أجيالًا متنمرة أو مهيئة للتنمر، والأخطر أنه يُمثل نموذجًا للتعاطف المعرفي ،والذي يتصف به الأشخاص الماهرين في التعذيب، فهو يُدرك نقاط ضعف الآخر ويستغل هذه المعرفة والتقدير لضعفه ومتاعبه ولكن في إيذائه.


مشاهدة الأفلام الجيدة التي تغرس التعاطف، وتتحدث عن التنمر، وهناك العديد منها،
 أحب فيلم An American Girl: Chrissa Stands Strong  للتحميل ومشاهدة الفيلم إضغط هنا 

أحب فيلم An American Girl: Chrissa Stands Strong  للتحميل ومشاهدة الفيلم إضغط هنا

فيلم Wonder أيضًا من الأفلام الجميلة، وقد يحتاج لرقابة أبوية.

كيف أعلم طفلي أن التنمر خطأ بشكل فعال-انسان

شاهدت هذا الفيلم مع أطفالي مرتين، والجميل فيه أنه لا يعرض المتنمر بصورة تسحب أي جاذبية منه فحسب، بل ويركز على قدرة الحوار الذاتي والخيال على مواجهة المتنمرين.

القصة التربوية  وسيلة للقضاء على تنمر الطفل

القصة من الأدوات التربوية التي لا يطالها القدم، احكِ حواديت عن تقبل الآخر، حواديت مهما كانت بسيطة ومناسبة للصغار عن عدم الحكم على الناس بألوانهم أو أجسادهم أو طريقة لبسهم، مع ربطها بالقيم الدينية في النهي عن السخرية والتنابز بالألقاب
“لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم” “ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب“.

التعامل بحزم مع التنمر بين الإخوة والأخوات.

لا تنمر في البيت.
التربية بالسخرية، وضغط الإخوة والأخوات أو الأقارب على بعضهم البعض بالاستهزاء أو ما يُسمى في لغتنا الدارجة “التعييب” من أهم أسباب نشأة طفل متنمر، يتعرض الطفل للتنمر في بيئته الأولى (الأسرة) فيتنمر داخلها وخارجها.

أنا من أنصار عدم التدخل في الخلافات بين الأطفال إلا عند الضرورة، وأن نتركهم يديرون خلافاتهم، ويتصالحون ويتخاصمون ويحتدون في الكلام وينسحبون ويهاجمون، عليهم أن يتعلموا إدارة علاقاتهم وحدهم، ويستفيدوا من خبراتهم سويًا، وعندما يأتون للشكوى تنصحي نصيحة دافعة مختصرة

فالأفضل من التدخل في كل خلاف هو جعل بيئة البيت داعمة ومتعاطفة، ولكن الخلاف سيقع أيضًا بينهم، وهو صحي ومفيد لتدريبهم على العلاقات الاجتماعية، فلا يكون التدخل إلا عند تجاوز خطين أحمرين:

متى يجب التدخل بين الاطفال لوقف الخلاف ؟

الاعتداء باليد (في تربية الذكور يكون الالتزام بهذا الأمر أصعب ولكنه مهم.. والشعار احتفظ بيدك لنفسك).

التنمر، أي تعليق مستهزيء على الشكل أو طريقة الكلام أو الأحداث السابقة خط أحمر لا يقبل ويعني التدخل الأبوي الفوري والحازم.

تعزيز ثقة الطفل بنفسه

المتنمر يُخفي قدرًا كبيرًا من الاستياء وضعف الثقة، يخاف من تميز الآخرين ويضع نفسه في مقارنات معهم باستمرار، لذا فهو يحرص على التقليل منهم حفاظًا على ذاته الهشة.

تربية طفل متصالح مع ذاته، واثقًا في نفسه، مُحترمًا في بيته، يجعله أبعد عن الانخراط في سلوك التنمر، وأقدر على مقاومته حال التعرض له أيضًا.

أخذ موقف حاسم إذا تنمر الطفل أو المراهق

حدثتني إحدى الأمهات عن صدمتها من اشتراك ابنتها – في أوائل المراهقة- مع مجموعة من الفتيان والفتيات في التنمر على فتيات أُخريات على مجموعة على واتس اب.

صدمة الأم كانت من أن ابنتها الطيبة تتنمر وتساعد في جلب الضحايا للتنمر، ومع كل النصائح الأخرى عن الإقناع وإبداء الضيق، فمع ضغط الأقران في المراهقة قد تضعف المباديء، نصحتها أن يكون هناك موقف حاسم، عليها أن تعتذر وتتوقف وتنسحب من مجموعة المتنمرين.

مقتبس مع التعديل من د. مي عباس

‫0 تعليق

اترك تعليقاً