الزكاة ملخص لفتاوي الشيخ محمد المختار الشنقيطي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

 المجموعة الأولى :

( من أحكام الزكاة التي يكثر السؤال عنها لعام ١٤٤١ هـ ملخصة ومختصرة من دروس وفتاوى معالي الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين بخير الجزاء ) :
🌴 فرض الله الزكاة وقد دل دليل الكتاب والسنة والإجماع على فرضية الزكاة وأنها ركن من أركان الإسلام .

🌴 وأما الحكمة من فرضية الزكاة :

فقد فرضها الله جل وعلا لحكم عظيمة ومقاصد جليلة كريمة منها : أنها طهرت ووقاية للمزكي من الشح والبخل قال الله جل وعلا : { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .
وفرضها الله جلا وعلا طهرت لمال الإنسان ، لأن المال قل أن يسلم من أن تشوبه شائبة الحرام ، فهذه الزكاة تتطهر هذا المال .
وفرضها الله جل وعلا مواساة للفقراء والمساكين وجبرا لقلوبهم ، وسلامة لصدورهم من الغل والحسد على الأغنياء ، وكما يقول شيخنا حفظه الله : ما من أمة تقوم بدفع الزكاة إلى الفقراء والضعفاء والمساكين إلا قلت فيها مثل هذه الجرائم ، خاصةً وأن المسلم يستعف بحلال الله عن حرامه ويتكفف بما أحل الله له عما حرم .
ثم لو تأمل العبد رحمة الله عليه أنه أعطاه الكثير ورضي منه بالقليل ، ولذلك جعل الله الزكاة في المال ربع العشر ، فلو كان عندك ١٠٠،٠٠٠ريال فزكاتها ٢٥٠٠ريال ، فأنظر أعطاك الله الكثير ورضي منك بالقليل سبحانه وتعالى .
فهنيئا لمن أدى فريضة الزكاة طيبة بها نفسه ممتثلآ فيها لأمر الله ورسوله مشتريآ بها رحمة الله جل وعلا .
🌴 وويل ثم ويل لمن منع الزكاة فإن الله توعده وبشره بالعذاب الأليم في الدنيا والاخرة ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } ، وقد شهد الله على لسان رسوله أنه سيصيبه التلف في ماله ونفسه والعياذ بالله ، قال صلى الله عليه وسلم : (( أن لله ملكا ينادي كل يوم اللهم أعطي منفقا خلفا ، وأعطي ممسكا تلفا )) ، قال شيخنا حفظه الله وهذا يشمل تلف الدين والدنيا والآخرة نسأل الله السلامة والعافية .
🌴 وكم ممن منع الزكاة جعل الله ماله ممحوق البركة ، وأصبح ماله شرا ووبال عليه .
🌴 لا يجوز دفع الزكاة للأصول ولا للفروع  ، الأصول : ( الأب والأم وإن علو ) .
والفروع : ( الابن والبنت وإن نزلوا ) .
والسبب ؛ ﻷن الشخص مطالب بالنفقة على والديه وأبنائه وبناته .
🌴 يجوز صرف الزكاة للإخوان والأخوات ، والأعمام والعمات ، والأخوال والخالات ، ولزوج البنت ، ولكن بشرط : أن يعطوا من الزكاة بدون محاباة ، يعني إذا كانوا من الأصناف الثمانية الذين هم أهــل الزكاة الذين قال عنهم : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } فإنه يجوز إعطاؤهم منها بقدر حاجتهم .
🌴 لا يجوز للزوجة إعطاء الزكاة لزوجها إذا كان محتاجا في أصح قولي العلماء رحمهم الله كما يقول شيخنا حفظه الله لأنها إذا أعطته فسيعود لها المال بنفقته عليها .
🌴 ولا يجوز كذلك أن يعطي الرجل زوجته من الزكاة ؛ ﻷنه مطالب شرعا بالنفقة عليها .
🌴 ومن كانت عنده قطعة أرض وقد عرضها للبيع فإن الصحيح من أقوال أهــل العلم رحمهم الله أنه لا تجب زكاتها كل سنة ، وإنما يزكيها لسنة واحدة عند بيعها كما يقول شيخنا حفظه الله .
🌴بالنسبة للرواتب عليها زكاة ، وحساب الزكاة فيها على صورتين كما يقول شيخنا حفظه الله :
الأولى : أن يجعل لكل راتب حوﻻ مستقلا ، فكل راتب حال عليه الحول ، وكان قد بلغ النصاب وجب على صاحبه أن يزكيه ، إلا أن هذه الصورة فيها مشقة على الشخص .
ولذلك يقول شيخنا حفظه الله : أن الأفضل الصورة الثانية : وهي أن يجعل لجميع الرواتب حوﻻ واحدا ، ثم ينظر كم المبلغ الموجود فيزكيه زكاة المال الواحد ، وهذا افضل وأبرك له .
🌴تجب الزكاة في الذهب سواء كان ملبوسا أو مكنوزا على الصحيح من أقوال أهل العلم رحمهم الله .
فيأخذ الذهب ويقدر وزنه بالجرام لنفترض أنه بلغ ٢٠٠جرام فإنه تجب فيه الزكاة ، ثم أختلف العلماء القائلين بوجوب الزكاة هل يُقومُ الذهب بقيمة البيع أو بقيمة الشراء ؟ والصحيح عند شيخنا حفظه الله أنه يقوم زكاة الذهب بقيمة بيعه في نفس يوم حولان الحول وهو أحض للفقراء .

نسأل الله أن يعيننا على أداء حق الله في الزكاة وأن يبارك لنا جميعًا في الأموال والأرزاق ونسأله سبحانه أن يرزقنا جميعًا العلم النافع المبارك الذي يقربنا منه وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم موجبا لرضوانه العظيم .

اقرأ ايضا  :  مقدار زكاة الفطر وهل يجوز إخراجها مال

المجموعة الثانية :

 ( من أحكام الزكاة التي يكثر السؤال عنها لعام ١٤٤١ هـ ملخصة ومختصرة من دروس وفتاوى معالي الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين بخير الجزاء ) :

🌴 المسألة الاولى  :

الدين الذي لك على الناس ، وكان قد حال عليه الحول لا يخلو من حالتين :
الحالة الأولى : أن يكون لك دين على صديق ، وقد جاء وقت سداده لك ولكنه لم يسددك ، وأنت لم تطلبه حياء منه وخجلا ، فحيئنذ نقول : يلزمك أنت أن تزكي هذا المبلغ ؛ ﻷنه في حكم الموجود عندك ، وأنت لو طلبته منه لأعطاك ، ولكن تستحي أن تطلبه .
الحالة الثانية : أن يكون لك دين ولم يأت وقت سداده ، أو جاء وقت سداده ولكنك تعرف أن الذي تدين منك معسر ، فالواجب عليك أن لا تضيق عليه ، بل تنظره وتصبر عليه ، ولا تجب عليك زكاته إلا إذا قبضته فتزكيه لسنة واحدة .

الزكاة تصرف للأصناف الثمانية التي نص الله عليها بقوله : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } .
فهؤلاء هم مصارف الزكاة ، ولا يشترط تقسيم الزكاة عليهم جميعا بل يجوز إعطاؤها لصنف واحد منهم .
والصحيح عند شيخنا حفظه الله من قولي العلماء أن المراد بقوله : ( وفي سبيل الله ) المراد به الجهاد في سبيل الله ، وعليه لا يجوز صرف الزكاة لبناء المساجد ، ولا لطباعة الكتب وغيرها .

🌴 المسألة الثالثة  : 

من الأخطاء المنتشرة والتي لا تجوز في أداء الزكاة مجاملة الأقارب في إعطائهم الزكاة وهم غير مستحقين ، ومن فعل هذا فإن عطيته لا تحسب من الزكاة ، بل تعتبر صدقة من الصدقات .
◆ كذلك من الأخطاء ما يعتقده البعض من أن اﻷيتام يجوز إعطاؤهم من الزكاة مطلقا !!
وهذا خطأ ؛ فإن الأيتام فيهم تفصيل :

أ ) إذا كان الأيتام من الأصناف الثمانية جاز إعطاؤهم من الزكاة .
ب ) وأما إذا كان الأيتام من الأغنياء ، أو عندهم أرث ولم يقسم ، وهم في غنى ، فحينئذ لا يجوز إعطاؤهم من الزكاة .
◆ وكذلك من الأخطاء ما يحصل من بعض المزكين من كونه يذهب ويشتري بمبلغ الزكاة للأسر من الأطعمة أو الأكسية ، ثم يقوم بتوزيعها على أنها من الزكاة ، وهذا الفعل لا يجوز ، بل لا بد من تسليم المال المزكى للأسرة ، ثم هي وشأنها به ، ومن فعل ذلك فإنه تكون منه صدقة لا زكاة .
◆ ومن الأخطاء ما يحصل من بعض المزكين أنهم لا يعطون الزكاة للأسرة التي والدهم سفيه أو مبتلى بشرب خمر أو نحو ذلك ، بل نقول يجوز إعطائهم ولكن يتخير الانسان الرشيد من الاسرة فقد يكون الرجل رب البيت سفيها أو شارب خمر ولكن تحته أمرأة صالحة واحياننا قد يكون عياله وبناته صالحين ، فحينئذ يعطي الزكاة لزوجته أو لأحد أبنائه أو بناته ، وتصح الزكاة عليهم .

🌴 المسألة الرابعة : 

لو كان الرجل في بلد وماله في بلد أخر فإن الزكاة تخرج في البلد الذي فيه المال كما ورد في حديث معاذ رضي الله عنه ، ولأن الزكاة حق متعلق بالمال .
– بخلاف زكاة الفطر فإنها تجب في الموضع الذي فيها المزكي ، فلو كان هو في بلد وماله في بلد فآنه يخرج زكاة الفطر في البلد الذي هو فيه .

🌴 المسألة الخامسة :

يجوز تقديم دفع الزكاة قبل حولان الحول عليه ، فمثلا لو أن رجلا حوله في محرم ، فلما جاء رمضان ونظر حاجة الفقراء أو تعرف على المحتاجين للزكاة ، وأراد أن يقدمها فإننا نقول له : يجوز ذلك ، ولا حرج ، بل ولربما كان أفضل متى ما وجد من هو مستحق لها .

ثم لو قال : هل بهذا التقديم يتغير حولي من محرم إلى رمضان ؟ والجواب : لا يتغير ، بل يبقى كما هو في محرم ، ولكن جاز تقديم الزكاة لورد الدليل على ذلك ، وهذا لا يؤثر في وقت الحول .

🌴 المسألة السادسة :

والأفضل في الزكاة أن يلي توزيعها المزكي بنفسه لما في ذلك من وقع الأثر الطيب في نفسه ، فهو إذا رأى الفقراء والمساكين وضعفة المسلمين ورأى المخمصة التي يعيشونها وضيق الحال فيدعوه ذلك إلى الإنفاق أكثر مما أوجب الله عليه من الزكاة ، وربما كان ذلك دافعا له لأن يدل الأغنياء مثله على الخير مما رأى بعينه .
🌴 وأما إذا كان المزكي مشغولا ويضيق عليه وقته فإنه يبحث عن رجل آمين يثق في دينه وأمانته ويعلم أنه على علم ودراية ومعرفة لبيوت الفقراء والمساكين والمستحقين للزكاة ، فيقوم بتوكيله ويدفع إليه الزكاة وهذا الوكيل ينزل منزلة الأصيل وعليه أن يتق الله فيما أؤتمن عليه من الزكاة .
– وقد أدركنا من طلبة العلم الأخيار من إذا استنيب في توزيع الزكاة أنه يحرص أن لا يبيت ليلته إلا وقد قام بإيصال الزكاة إلى أهلها ولا شك أنه يؤجر على ذلك ، بل قال شيخنا حفظه الله تعالى قد يكون الوكيل والقائم على تقسيم الزكاة أجرًا يفوق فيه المزكي لأنه تعب ونصب واجتهد في إيصال الزكاة لأهلها ومستحقيها .

نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا الفقه في الدين وأن يرزقنا العلم والعمل وأن يجعله علما نافعا شافعا موجبا لمحبته ومرضاته وأن يجزي عنا شيخنا بخير وأعظم ما يكون به الجزاء والإحسان .

اقرا ايضا عن 
مقدار زكاة الفطر وهل يجوز إخراجها مال
إسقاط حادثة الإفك على الواقع الذي نعيشه والدروس المستفادة من حادثة الافك
وصايا رمضانية The Commandments of Ramadan
كيف تكسبي قلب زوجك ؟

‫0 تعليق

اترك تعليقاً