مسودة مشروع تكافلي مجتمعي في ظل أزمة كورونا كوفيد 19

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

مسودة مشروع تكافلي مجتمعي في ظل أزمة كورونا

الخطر الكبير اللي بتواجهه مجتمعات كثير بسبب كورونا  كوفيد 19 هو احتمال فقدان الحكومات والمؤسسات الضخمة للسيطرة على الأوضاع الصحية والاقتصادية، وتأخرها في تأدية وظائفها المدنية ألأخرى، واحتمال أقل لكنه أخطر وهو عدم قدرتها على توفير الغذاء، أو حفظ الأمن، أو خدمات البنية التحتية – لا قدر الله.

الاحتمالات دي مطروحة في جميع الدول، لكن بنسب خطورة مختلفة، تعتمد على قدرة كل دولة على انتاج غذائها وأدويتها وتأمين سلاسل التوريد، وبشكل عام قدرتها على الاعتماد على نفسها وشعبها.

الحل المطروح هنا هو مشروع مجتمعي غير مركزي، الهدف منه رفع قدرة أصغر وحدات المجتمع لحماية نفسها من المخاطر في حالة عجز الحكومات الجزئي أو المؤقت عن توفير خدمة أو أكثر من الخدمات الأساسية. المقتنع بأن احتمال عجز حكومته عن توفير أي خدمة من دول صفر مفيش داعي يكمل القراءة.

المخاطر

لأن عناصر الموضوع كثير خلينا نركز على مخاطر محددة، مع تحديد إمكانية حدوث كل واحدة، ومدى تأثيرها على الأسرة العادية، كالتالي:

الخطر الأول امتداد فترات ونطاق العزل المنزلي أكثر من ثلاثة شهور:

احتمال كبير (بدأ بالفعل لمدة تزيد أو تقل عن أسبوعين في عدة دول)،
التأثير الاقتصادي كبير، التأثير النفسي متوسط، التأثير على الخدمات العامة متوسط.
التقدير الإجمالي: خطر كبير.

الخطر الثاني تفشي الوباء بشكل كبير يعجز الخدمات الصحية (سيناريو إيطاليا أو أسوأ):

احتمال متوسط (يمكن توقعه في الدول اللي تأخرت في الإجراءات أو نظامها الصحي ضعيف)،
التأثير الاقتصادي كبير، التأثير النفسي كبير، التأثير على الخدمات العامة كبير.
التقدير الإجمالي: خطر كبير.

الخطر الثالث تعطل خدمات أساسية غير الغذاء والأمن أكثر من ستة شهور

احتمال متوسط (متوقع في التعليم والقضاء والمصالح الحكومية غير الضرورية)،
التأثير الاقتصادي متوسط، التأثير النفسي متوسط، التأثير على الخدمات العامة كبير جدا.
التقدير الإجمالي: خطر متوسط.

الخطر الرابع عجز الحكومة عن توفير المواد الغذائية أكثر من شهر واحد

احتمال ضعيف (بافتراض تخطيط الموسم الزراعي لتلافي حدوث مجاعات الشتاء القادم)،
التأثير الاقتصادي كبير جدا، التأثير النفسي كبير جدا، التأثير على الخدمات العامة كبير جدا.
التقدير الإجمالي: خطر متوسط.

الخطر الخامس عجز الحكومة عن حفظ الأمن أكثر من شهر واحد

احتمال ضعيف (بافتراض أن الأمن يأتي كأولوية فوق الصحة والاقتصاد، وبافتراض عدم حدوث مجاعة)،
التأثير الاقتصادي كبير جدا، التأثير النفسي كبير جدا، التأثير على الخدمات العامة كبير جدا.
التقدير الإجمالي: خطر متوسط.

الخطر السادس تعطل خدمات البنية التحتية (كهرباء، ماء، اتصالات) أكثر من شهر واحد

احتمال ضعيف (بافتراض ان تدهور الخدمات دي بيكون بعد التدهور الأمني)،
التأثير الاقتصادي كبير، التأثير النفسي كبير، التأثير على الخدمات العامة كبير جدا.
التقدير الإجمالي: خطر متوسط.

وطبعا كل مجتمع ممكن تقديره للمخاطر يبقى مختلف، حسب الدولة والمدينة الخ.

الإدارة

مواجهة المخاطر دي يستلزم تعاون بين أفراد المجتمع الصغير في نطاق الجيران أو العائلة أو القبيلة أو الحي أو القرية الخ، ولازم يوجد تخيل ايه الممكن عمله في حالة حدوث أيا منها – لا قدر الله – بدون الاستعانة بالحكومة المركزية. وطبعا الاستعداد لمواجهتها لازم يتم بشكل جماعي من خلال مؤسسات موجودة (جمعية، مركز شباب، مسجد، الخ)، أو إنشاء تعاونيات جديدة، أو بشكل أهلي منظم.

نجاح أي تجمع من النوع ده لازم يكون قائم على التعاون، ومرتكز على المبادئ الإسلامية: التكافل والزكاة والوقف والإيثار، لكن في نفس الوقت ضروري ميدخلش في حساباتها أي توجهات سياسية، ولازم تتعاون مع الحكومة المحلية، وتنفذ تعليماتها الصحية والأمنية الخ.

فإذا افترضنا اتفاق عشرين أسرة في حي ما على التكافل فيما بينهم، فده هيشمل توزيع المهام والمسؤوليات والتمويل بينهم، حسب الاتفاق، ويتم إدارة الأموال بنظام الوقف. يعني مثلا لو توفر معهم جمع مبلغ خمسين ألف جنيه من خمس أسر عندها فوائض مالية أو هتعجل إخراج زكاة المال، واتفقوا على إن الوقف ده مدته خمس سنوات على الأقل، يتم تصفيته بعدها حسب نسب مال الممولين، سواء زاد أو قل.

طبعا بعض الأسر قد تكون مجرد رجل أو امرأة كبيرة في السن، وفي الحالة دي مش هتتكلف بمسؤوليات، ولكن مجتمعها هيخدمها.

ولإدارة الجهود لابد من الاتفاق على مدير (قائد) للمجموعة، ومجلس إدارة (شخصين أو أربع أشخاص بحد أقصى مع المدير)، ومتخصصين (مثلا طبيب، محاسب، مسئول اتصال، مسئول أمن، الخ)، وأسلوب الإدارة المالية.

الأنشطة

الأمثلة كثير جدا، ممكن تشمل النماذج التالية (رجاء إضافة أفكار في التعليقات):

الخطر الأول امتداد فترات ونطاق العزل المنزلي أكثر من ثلاثة شهور:

-ترتيب نظام تكافل مالي، يوفر متطلبات الحياة الأساسية مثل الأكل، فواتير البنية التحتية
-تكرار التوعية والتشديد على التزام القواعد الصحية لتجنب العدوى
-تنظيم اتصالات دورية لتفقد أفراد المجتمع الصغير، وتلبية احتياجات الفئات الأضعف
-تنظيم نشاطات تربوية وترفيهية أو مسابقات لأبناء المجتمع الصغير على الإنترنت

الخطر الثاني تفشي الوباء بشكل كبير يعجز الخدمات الصحية (سيناريو إيطاليا أو أسوأ):

-استعداد المسئول الصحي (يستحسن طبيب) لمتابعة والإشراف على المرضى
-تجهيز مكان لعزل كبار السن والمرضى عن المصابين والعناية بهم
-توفير الأدوية المتاحة لتخفيف الحالات ورعايتها، والأدوات مثل الكمامات والقفازات
-تجهيز خطة تجهيز ونقل المتوفين – لا قدر – بشكل يحمي الآخرين

الخطر الثالث تعطل خدمات أساسية غير الغذاء والأمن أكثر من ستة شهور

-تجهيز مسؤول أو أكثر عن تعليم الطلاب عن بعد لمختلف المواد والسنين
-إعداد دروس دينية، وتوفير الكتب والمواد التعليمية، وتدويرها بين الأسر
-الاتفاق على أسلوب تحكيم مجلس الإدارة في الأمور الملحة بين أفراد المجتمع الصغير
-عمل التوكيلات الضرورية لخدمة كبار السن وقضاء مصالحهم

الخطر الرابع عجز الحكومة عن توفير المواد الغذائية أكثر من شهر واحد

-عمل خطة لتوفير المواد الغذائية اللازمة لمجموع المجتمع الصغير وطريقة جمعها أو انتاجها وتخزينها
-ترتيب نظام تكافل لضمان توزيع الغذاء معروف لتجنب الهلع بين أفراد المجتمع الصغير
-ترتيب نظام توزيع الغذاء قبل وأثناء الأزمة

الخطر الخامس عجز الحكومة عن حفظ الأمن أكثر من شهر واحد

-عمل خطة حماية لمكان أو أماكن سكن المجتمع الصغير
-ترتيب أسلوب التعامل مع المواقف المختلفة (راجع نموذج اللجان الشعبية في ثورة يناير)
-ترتيب توفير وحماية المال والغذاء والدواء خاصة لأضعف أفراد المجتمع الصغير

الخطر السادس تعطل خدمات البنية التحتية (كهرباء، ماء، اتصالات) أكثر من شهر واحد

-عمل خطة لتخزين الماء، وأسلوب ترشيد استهلاكه، وترتيب أسلوب نقله
-توفير بدائل للأجهزة الكهربائية الحيوية
-توفير أسطوانات غاز أو بنزين الخ بشكل آمن
-توفير أسلوب بديل للاتصال في حالة انقطاع الاتصالات

…..

تطوير الأفكار دي، وعمل ما يمكن منها على أي مستوى مطلوب ومهم بشكل عام، مش بس في ظل ظروف كورونا، لكن بالذات النهارده أصبحت أهم، على الأقل عشان الراحة النفسية. ومهم التفكير فيه بشكل تعاوني، يعني مصلحتي جزء من مصلحة الجميع، مش مصلحتي قبل مصلحة الآخرين، لأنك مهما خزنت أكل وخبيت فلوس تحت البلاطة، مش هتقدر تحمي نفسك لوحدك، وساعة الخطر هتحتاج تتعاون مع أهلك وعشيرتك.
مشروع اعده الكاتب المهندس / احمد كمال

تعليق واحد

تعليق واحد

أضف تعليقا

اترك تعليقاً